الحافلات الكهربائية في المدن السعودية: شكوك حول «الحل المثالي» | أخبار السيارات | automotive24.center

الحافلات الكهربائية في المدن: لماذا بدأت المملكة تشكك في «الحل المثالي»؟

الفكرة تبدو رائعة: حافلات كهربائية، صمت في الشوارع، هواء نظيف، ونقل عام متقدم ومستدام

twitter facebook whatsapp linkedin

هكذا تم تسويق الفكرة للمجتمع في السنوات الأخيرة. دفع المملكة العربية السعودية بقوة نحو تحويل أسطول النقل العام إلى الكهرباء — واليوم تشكل الحافلات الكهربائية نسبة متزايدة من الأسطول الحضري، خاصة في المدن الكبرى، مع أهداف طموحة للتخلص التام من الديزل خلال السنوات القادمة. لكن في الواقع، تبين أن الأمر أكثر تعقيدًا بكثير.

المشكلة التي لم يتحدث عنها أحد بصراحة

لنبدأ بحقيقة بسيطة تم تجاهلها لفترة طويلة: الحافلات الكهربائية أثقل وزنًا بشكل ملحوظ من الحافلات التقليدية. ففي المتوسط، تزن حافلة المدينة التي تعمل بالديزل حوالي 12-14 طنًا، بينما قد تصل الحافلة الكهربائية إلى 18-20 طنًا بسهولة. الفرق كبير، ويشكل ضغطًا حقيقيًا على الطرق والبنية التحتية المحيطة.

العديد من المدن لم تكن مستعدة لذلك. تم تصميم الأسفلت وقواعد الطرق والمباني القديمة على طول المسارات لتحمل أحمال أقل بكثير.

اهتزازات بدلاً من الصمت

وبشكل متناقض، بدلاً من «الهدوء والسكينة» المتوقعين، بدأ سكان بعض الأحياء يشتكون من اهتزازات مستمرة. ويظهر التأثير بوضوح خاصة عند المطبات أو الحفر.

يولد حزم البطاريات الثقيل اهتزازات صدمية تنتقل إلى التربة والمباني المجاورة. الإحساس مشابه للعيش بجوار خط ترام، لكن بدون قضبان. وعلى عكس المركبات الأخف، تساهم هذه الحافلات في تآكل سريع لسطح الطريق.

مدن أظهرت المشكلة بوضوح

شوهدت حالات واضحة في مناطق بالرياض وجدة، حيث أبلغ السكان عن زيادة في الاهتزازات وتلف أسرع للشوارع. في بعض الممرات، عند استبدال الحافلات الكهربائية مؤقتًا بطرازات ديزل أخف لأغراض الصيانة، انخفضت الاهتزازات بشكل ملحوظ؛ وعند عودة الكهربائية، عادت المشكلة معها.

أشارت دراسات في مسارات الدمام والمناطق الحضرية إلى أن هذه الحافلات تؤثر على راحة السكان الليلية، وهو أمر حساس في البيئات الحضرية الكثيفة.

رد الجهات الرسمية — والتساؤلات التي يثيرها

في بعض المدن، قللت الجهات المعنية من حجم المشكلة مدعية أن المركبات بشكل عام أصبحت أثقل وأن الأمر ليس استثنائيًا. يبدو منطقيًا نظريًا، لكنه في الواقع يبدو تهربًا من المسؤولية.

نعم، زادت أوزان السيارات الخاصة تدريجيًا. لكنها لا تضيف أطنانًا بين عشية وضحاها. أما مع الحافلات فقد حدث ذلك بالضبط: بقرار إداري وليس بتطور طبيعي للتقنية.

الخلاصة التي تفرض نفسها

المشكلة ليست في الدفع الكهربائي بحد ذاته. فقد يكون خيارًا ممتازًا حيث يناسب الظروف. المشكلة تكمن في النهج الدوغمائي: «الكهربائي دائمًا أفضل مهما كانت الظروف».

تثبت التجارب في المدن السعودية أنه إذا تم تجاهل الآثار الجانبية والظروف التشغيلية الفعلية، فقد تنشأ مشكلات جديدة بدلاً من حل القديمة. أحيانًا يكون الأكثر حكمة هو التوقف، والاعتراف بالخطأ، وتعديل المسار. السؤال فقط: هل الجهات المسؤولة مستعدة لذلك، أم ستستمر في التظاهر بأن كل شيء على ما يرام؟