في أستراليا ابتكروا طريقة جديدة تماماً لشحن السيارات الكهربائية، وهي تبدو أقرب إلى حل مؤقت من ورشة منزلية منها إلى تقنية المستقبل.
لماذا شحن السيارات الكهربائية ما زال معقداً؟
السيارة الكهربائية تواجه مشكلة واحدة كبيرة في كل العالم: أين تشحنها؟ معظم الناس في الرياض وجدة والدمام يعيشون في عمارات سكنية، والسيارة تقف في الشارع. لا يمكنك مد كابل من الشقة في الدور الخامس إلى الرصيف، ولو مددته على الأرض سيمنعونك الأمانة وستكون خطراً على المارة.
في أوروبا صار المشهى مشهداً كوميدياً معروفاً: كوابل معلقة من الشبابيك مثل حبال الغسيل. وفي السعودية بدأنا نرى نفس الصور في تويتر وسناب من أحياء الرياض وجدة.. والجميع يسأل: «يعني هذا هو المستقبل؟»
الحل الأسترالي الذي يشبه الكوميديا
في ضاحية ميري-بيك بمدينة ملبورن، قرر المجلس البلدي أن يحل المشكلة بطريقة غريبة: سمحوا لـ20 مالك سيارة بتركيب أعمدة قابلة للطي بارتفاع 2.5 متر على الرصيف، يُعلَّق الكابل في الأعلى ويبقى معلقاً في الهواء حتى لا يعيق المشاة ويبقى الشارع «بدون عوائق».
من الناحية النظرية تبدو فكرة ذكية. في الواقع؟ تخيّل شارعاً هادئاً فجأة مليئاً بأعمدة حديد وكوابل تتأرجح مع الريح.. نصف محطة شحن، نصف ديكور فيلم خيال علمي قديم.
ماذا يقول السكان؟
البلدية تؤكد أن المشاركين لم يحصلوا على أماكن مخصصة للوقوف، وأن الكابل المعلق أأمن بكثير من الكابل على الأرض (الذي محظور أصلاً). الناس منقسمون: بعضهم أعجبته الفكرة، والبعض الآخر يقول «خلاص أشتري جيب بنزين وأرتاح».
تعليق واحد في تويتر لخص الوضع: «يعني بدل ما أروح محطة بنزين 5 دقايق كل أسبوعين، أركّب عمود وألعب حبل قفز كل يوم؟»
كم تكلف هذه الفوضى؟
لا توجد أرقام رسمية بعد، لكن أنظمة مشابهة جربت في أوروبا وأميركا تكلفتها بين 9,000 و20,000 ريال سعودي للعمود الواحد شامل التركيب والتصاريح. أضف إلى ذلك سعر السيارة نفسها (هيونداي أيونيك 5 الجديدة تتراوح بين 195,000 و240,000 ريال تقريباً في السعودية حسب الفئة)، فتصبح التجربة غالية جداً فقط لتشحن في الشارع.
السعر التقريبي في السوق السعودي لتركيب عمود شحن معلق مشابه: 10,000–22,000 ريال سعودي للوحدة الواحدة حسب البلدية والمقاول.
الخلاصة
نقاط إضافية للأستراليين على الإبداع والسرعة في التنفيذ، لكن هذا الحل مجرد «لصقة» على مشكلة كبيرة. السيارات الكهربائية تزداد مبيعاً في المملكة، لكن بنية الشحن في الأحياء السكنية ما زالت شبه معدومة. إلى أن تتوفر محطات شحن عامة كافية في الشوارع والمواقف، سنظل نشاهد حلولاً غريبة.. وربما نراها قريباً في شوارع الرياض وجدة والخبر. المستقبل الأخضر؟ نعم، لكنه يبدأ بكوابل معلقة في الهواء الآن!
