
فيسكر أوشن: الفشل النهائي
هنريك فيسكر، المصمم الدنماركي، أسس شركته الثانية للسيارات التي لم تتحمل طموحاتها. الأولى كانت مرتبطة بالهجينة «كارما»، والثانية بسيارة كهربائية تدعى فيسكر أوشن. ورغم التصميم اللافت، فإن كلا السيارتين فشلتا في كسب سمعة جيدة. لكن «أوشن» تجاوزت كل التوقعات بالسلب، خاصة بعد أن اشترت مجلة Consumer Reports نسخة لاختبارها وأصدرت حكمًا قاسيًا.
عيوب جودة لا تنتهي
منذ اللحظة الأولى بدأت المشاكل: وصلت السيارة بخدوش وأوساخ، وبطارية 12 فولت ميتة تمامًا. ثم توالت أعطال أنظمة مساعدة السائق، أخطاء لوحة العدادات، وتوقف عشوائي لبعض الوظائف. داخل المقصورة كان هناك صوت احتكاك وصرير مزعج طوال الوقت، مما زاد من الإحباط.

سيارة «غير مكتملة» على الإطلاق
وصفت Consumer Reports السيارة بأنها «غير مكتملة التطوير» وتحتاج إلى سنوات إضافية من العمل. ناقل الحركة كان يتردد أحيانًا، وعند محاولة قفل السيارة والخروج منها كانت تظل في وضع التشغيل! كما كان مكيف الهواء في جانب السائق معطلاً، ومرايا الرؤية الخلفية لا يمكن ضبطها كهربائيًا، وهو ما يشكل خطرًا حقيقيًا على الطريق.
انهيار القيمة وأزمة المبيعات
رغم أن المقصورة والتسارع كانا مقبولين نسبيًا، إلا أن الملاك خسروا عشرات الآلاف. كانت الأسعار الرسمية في أوروبا تبدأ من 70 ألف يورو تقريبًا. أما اليوم فتُعرض سيارات شبه جديدة (أقل من 4000 كم) في ألمانيا بأسعار تتراوح بين 92,000 و110,000 ريال سعودي تقريبًا (حوالي 22-26 ألف يورو)، ومع ذلك لا يقبل عليها أحد تقريبًا.
السعر التقريبي في السوق السعودي الموازي حاليًا: 95,000 – 125,000 ريال سعودي (حسب الفئة والحالة).
السلامة في خطر جسيم
أصدرت الشركة 6 حملات استدعاء، معظمها يتعلق بمشاكل خطيرة جدًا: فقدان مفاجئ للطاقة، عدم قدرة فتح الأبواب من الداخل أو الخارج، وعيوب في نظام الفرامل لا تتوافق مع المعايير الأمريكية (NHTSA). هذه العيوب قد تؤدي إلى كوارث في حالة وقوع حادث.

الخلاصة
فيسكر أوشن مثال حي على كيف يمكن للطموح المفرط مع ضعف الجودة أن يدمر شركة بأكملها. حتى بعد تخفيضات الأسعار الجنونية، تبقى السيارة منبوذة في السوق، ومن المرجح أن تُسجّل كواحدة من أكبر الكوارث في عالم السيارات الكهربائية لعام 2024 وربما للسنوات القادمة.