مفارقة «صفر انبعاثات» التي لم يخبرك بها أحد
في الظاهر، تبدو السيارات الكهربائية الحل الأمثل لتلوث الهواء.. لا عوادم، لا مشكلة. لكن الحقيقة المُرّة أن الضرر الأكبر لا يأتي من العادم أصلاً، بل من الجزيئات متناهية الصغر الناتجة عن تآكل أقراص الفرامل والإطارات. السيارة الكهربائية أثقل بكثير بسبب البطاريات، وهذا يعني حاجة لقوة فرملة أكبر، وبالتالي كمية أكبر من الغبار السام الذي نتنفسه يومياً في شوارعنا.
مما تتكون هذه الجزيئات السامة؟
قسم باحثو جامعة ساوثهامبتون فحمات الفرامل إلى أربع فئات: قليلة المعادن، نصف معدنية، عضوية (NAO)، وسيراميك. المفاجأة؟ الفحمات العضوية والسيراميك – وهي الأكثر شيوعاً في السيارات الكهربائية الحديثة – تُطلق أعلى نسبة من الألياف النحاسية السامة. هذه الجزيئات الأصغر من 2.5 ميكرون (PM2.5) مرتبطة بزيادة مخاطر سرطان الرئة والربو والأمراض التنفسية المزمنة، وهي بالضبط ما يعاني منه الكثيرون في مدننا الكبرى.
هل الديزل أنظف من الكهرباء في المدينة؟
قد يبدو الأمر غريباً، لكن بعض سيارات الديزل الحديثة في الزحام المروري قد تُنتج جزيئات تآكل أقل من السيارة الكهربائية الثقيلة، لأنها أخف وزناً ولا تعتمد بنفس الدرجة على الفرملة المتجددة. هذا لا يعني أن الديزل «نظيف»، لكنه يثبت أن استبدال ملايين السيارات التقليدية بكهربائية ثقيلة قد ينقل التلوث من مكان إلى آخر بدلاً من إزالته كلياً.
- السيارات الكهربائية ليست صفر انبعاثات فعلياً إذا حسبنا الفرامل والإطارات؛
- تآكل الفرامل والإطارات يولّد جزيئات سامة نتنفسها يومياً؛
- يتطلب التحول الكهربائي معايير ومواد جديدة تماماً لتكون نظيفة حقاً.
هذه الدراسة تذكير صارخ بأن كل تقنية لها إيجابياتها وسلبياتها. السيارات الكهربائية لا تزال الخيار الأفضل لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والتلوث التقليدي، لكن تجاهل جزيئات الفرامل والإطارات سيكون خطأً فادحاً. الخبر السار أن الشركات العالمية تعمل بالفعل على فحمات وإطارات منخفضة الانبعاثات لنجعل السيارة الكهربائية نظيفة فعلاً.. من الداخل والخارج!
