
المنطق يبدو بسيطاً: انبعاثات عوادم أقل تعني CO₂ أقل. لكن عند الغوص في الأرقام، تصبح الصورة أكثر تعقيداً. قام خبير اقتصادي في النقل بتحليل البيانات، وكانت النتائج غير مشجعة تماماً للنهج الحالي.
هدف كبير مع نتائج متواضعة
حتى لو قبلنا بأن تغير المناخ تحدٍّ كبير وأن النشاط البشري يساهم فيه بشكل ملحوظ، يبرز السؤال الرئيسي: هل الطريق المختار يؤتي ثماره؟ في السعودية، الإجابة غير واضحة. يشكل النقل الشخصي حصة صغيرة جداً من الانبعاثات العالمية لـCO₂، بحيث إن إزالته كلياً لن تحل المشكلة على مستوى العالم.
مع ذلك، قدمت الحكومة حوافز وإعفاءات ضريبية بمليارات الريالات في السنوات الأخيرة، ضمن رؤية 2030. مع إضافة الإعفاءات المحلية والمزايا الأخرى، يصل الاستثمار الإجمالي إلى عشرات المليارات في أقل من عقد.
كم سيارة كهربائية حصلنا عليها مقابل هذا المال؟
هنا يبدأ الجزء المثير. رغم كل هذه الدعم، يوجد أقل من 100,000 سيارة كهربائية بالكامل على الطرق السعودية. هذا يمثل أقل من 0.5% من إجمالي الأسطول المركبي، الذي يبلغ حوالي 20-25 مليون مركبة. التأثير لا يزال محدوداً.
لكن المشكلة الرئيسية ليست في العدد فقط، بل في الكفاءة. مع مزيج الطاقة الحالي في البلاد، حيث لا تأتي الكهرباء دائماً من مصادر متجددة، يكون خفض الانبعاثات متواضعاً جداً.
التكلفة لكل طن من CO₂
تشير التحليلات إلى أن خفض الانبعاثات عبر حوافز السيارات الكهربائية يكلف أكثر بكثير من الاستراتيجيات البديلة. يمكن أن تصل التكلفة الفعالة لكل طن CO₂ الم avoided إلى مئات الآلاف من الريالات، أعلى بكثير من بدائل إزالة الكربون.
شبكة الكهرباء لا تساعد كثيراً أيضاً
عامل آخر معقد هو إمداد الكهرباء. تعتمد الشبكة السعودية بشكل كبير على الغاز الطبيعي ومصادر أحفورية أخرى في كثير من المناطق، ويضيف نقل الطاقة إلى البصمة الكربونية الإجمالية. نتيجة لذلك، تفقد جزء من الفوائد "الخضراء" الموعودة للسيارات الكهربائية في الطريق من المحطة إلى الشاحن.
حوافز جديدة وأسئلة قديمة
رغم ذلك، تستمر الإعفاءات الجمركية والحوافز الضريبية مثل تخفيض الرسوم التسجيلية وإعفاءات أخرى في 2025-2026 للسيارات الكهربائية والهجينة. هذه الدعم يستفيد منها نطاق واسع من الدخول، لكنها غالباً ما تذهب إلى من يمكنهم شراء سيارة كهربائية على أي حال.
على سبيل المثال: سيارة كهربائية مدمجة متوفرة في السوق السعودي تبدأ من حوالي 150,000 ريال، مع بطارية حوالي 60 كيلووات ساعة ومدى يقارب 400 كم. ليست السيارة العائلية الأكثر وضوحاً ولا الأرخص، حتى مع الدعم الحكومي.
السعر التقريبي في السوق السعودي: 120,000–200,000 ريال لسيارات كهربائية مدمجة مشابهة.
خاتمة مباشرة
حتى لو دفعت الحوافز مئات الآلاف من المبيعات الإضافية للسيارات الكهربائية، فهي لا تزال قطرة في المحيط مقارنة بإجمالي الأسطول. وكثير من المشترين كانوا سيختارون الكهربائية بدون دعم إضافي.
في النهاية، يبدو أن الكثير من الأموال تنفق على أرقام جميلة وتقارير، أكثر من خفض حقيقي للانبعاثات. لا يحتاج الأمر إلى خبير اقتصادي ليراه: يكفي النظر إلى النتائج.